رغم فرحة الفوز في نهائي الدوري الأوروبي على مانشستر يونايتد بنتيجة 1–0، فإن المركز السابع عشر المثير للقلق في الدوري الإنجليزي – الأسوأ في تاريخ النادي بالحقبة الحديثة – كان السبب الحاسم وراء هذا القرار.
رئيس مجلس الإدارة دانييل ليفي والمجلس أشاروا إلى الحاجة لأداء متسق في جميع المسابقات كأساس لفصل المدرب.
الآن، ومع اقتراب الصيف، يلوح في الأفق استياء بين اللاعبين وغياب اليقين حول المستقبل، مما يفرض على توتنهام اختيار طريق واضح للمضي قدمًا.
التحدي الرئيسي؟ إيجاد شخص قادر على الموازنة بين الطموح والواقعية، إعادة بناء الثقة بين اللاعبين، والتعامل مع الضغوط الفريدة للعمل تحت إشراف أحد أكثر الرؤساء مراقبة في عالم كرة القدم.
يلا لايف قامت بتحقيق أعمق حول أبرز المرشحين لخلافة بوستيكوغلو في توتنهام:
توماس فرانك
توماس فرانك ليس مجرد مدرب محنك. مع برينتفورد، بنى فريقًا يتفوق على إمكانياته مع تعزيز ثقافة الثقة والذكاء التكتيكي.
استخدامه لتشكيل 3-5-2 قد يبدو محافظًا، لكن تحت قيادته، يصبح هذا التشكيل منصة للعب ديناميكي من الأجنحة وهجمات مرتدة قاتلة.
سمعة فرانك مرتفعة لأسباب وجيهة. نجح في الحفاظ على برينتفورد في الدوري الإنجليزي وتحقيق مركز محترم بميزانية أقل بكثير من توتنهام.
نهجه في التعاقدات، الذي يركز على البيانات والتحسينات الهامشية، أخرج لآلئ مثل برايان مبيمو ويوان ويسا وفيتالي جانيلت.

هدوءه وأسلوبه الواضح قد يلفتان انتباه الجماهير التي تعبت من الدراما، كما أن علاقته الوثيقة مع يوهان لانج قد تخفف من التوترات المرتبطة بمقعد ليفي الحار.
في مقابلة مع سكاي سبورتس عام 2021، قال فرانك: “الأمر لا يقتصر فقط على اللعب، بل على بناء ثقافة. نريد لاعبين مستعدين لاجتياز الجدران من أجل بعضهم البعض.”
هذه الفلسفة قد تجد صدى في غرفة تبديل ملابس توتنهام التي تبحث عن هوية.
لكن تبقى أسئلة معلقة. هل يمكن لفرانك ترجمة أساليبه إلى نادي تتبدل فيه معايير النجاح باستمرار؟ هل لديه المرونة التكتيكية لإدارة توتنهام في أوروبا والدوري الإنجليزي؟ وهل شخصيته الهادئة تناسب ناديًا لا يزال يعتبر نفسه من الأندية الكبرى في إنجلترا؟
ماوريسيو بوتشيتينو
بالنسبة للبعض، ماوريسيو بوتشيتينو هو الحل الأكثر وضوحًا.
فهو متفهم لثقافة النادي وقيوده. فترة ولايته الأولى – التي شهدت معدل فوز بنسبة 54.27% ووصولًا إلى نهائي دوري الأبطال وبعض المراكز ضمن الأربعة الأوائل – لا تزال المعيار الذهبي لتوتنهام في العصر الحديث.
قدرته على تنمية النجوم مثل هاري كين وسون هيونغ مين وديل علي تضيف إلى سيرته الذاتية قوة تطويرية، خاصة لنادي يعطي الأولوية لشراء اللاعبين الشباب ذوي القيمة المستقبلية.
عودة “بوتش” ستكون مليئة بالمشاعر، مقدمة للجماهير قصة خلاص وأعمال لم تكتمل. من الناحية التكتيكية، لا يزال يؤمن بالضغط العالي والانتقالات العمودية، وهي أساليب تناسب الحمض النووي الذي حاول ليفي ترسيخه.
رغم تجربته القصيرة مع تشيلسي، الأعداء اللندنيون، فقد عبر الأرجنتيني مرارًا عن رغبته في العودة إلى النادي الذي صنع فيه اسمه كمدرب كبير.
قال لـسكاي سبورتس في وقت سابق من هذا العام: “عندما غادرت النادي، كنت أقول دائمًا إنني أود العودة إلى توتنهام يومًا ما.”
“ما قلته حينها، وبعد خمس أو ست سنوات، ما زلت أشعر في قلبي أنني أود العودة.”
“سنرى مع التوقيت، كما قال دانييل (ليفي).”
لكن بوتشيتينو لم يعد ذلك المدرب الشاب الذي كان عليه سابقًا. تجربته في تشيلسي كانت مختلطة في أحسن الأحوال، كما أن منصبه الجديد مع المنتخب الأمريكي يزيد من تعقيد الموافقة.
علاوة على ذلك، إعادة زيارة علاقة سابقة قد تكون محفوفة بالمخاطر، خاصة إذا لم تتغير الظروف التي أدت إلى الانفصال بشكل جذري.
أندوني إيراولا
إذا كان هناك مرشح مفاجئ، فهو أندوني إيراولا.
مدرب الباسك جعل بورنموث ربما الفريق الأكثر تطورًا هذا الموسم. تحت نظامه المكثف للضغط العمودي، حقق البومرز 48 نقطة – أعلى إجمالي لهم في الدوريات الكبرى – بأسلوب لعب سريع أثار إعجاب العديد من المنافسين (بما في ذلك أرسنال ومانشستر سيتي).
أسلوب إيراولا يذكرنا بأيام بوتشيتينو الأولى في توتنهام: طاقة عالية، ضغط جريء، وتركيز على تماسك الفريق. فترته مع رايو فاييكانو في إسبانيا أظهرت أيضًا قدرته على تحسين اللاعبين والتغلب على إمكانيات الفريق.
خلال فترة عمله في الدوري الإسباني، قال إيراولا: “أريد أن يجعل فريقي الخصم غير مرتاح من اللحظة الأولى.” هذه الكثافة قد تعيد النشاط إلى توتنهام الذي يتهم أحيانًا باللعب دون تركيز.
لكن إيراولا لا يزال يمثل مخاطرة. خبرته المحدودة في المستويات العليا وأسلوبه المباشر في المقابلات قد يخلقان توترات خلف الكواليس. قد يكون أيضًا عرضة للتصريحات الصريحة التي أثارها أنطونيو كونتي وأحرجت النادي.
العمل مع ليفي يتطلب أكثر من الوضوح التكتيكي – فهو يتطلب دبلوماسية وصبرًا وحسًا سياسيًا. ما إذا كان إيراولا يمتلك هذه المهارات الناعمة يبقى غير واضح.
شافي هيرنانديز
وصول شافي سيكون بمثابة إعلان قوي. المدرب الذي ورث الفوضى في برشلونة وأعاد النظام خلال موسمين فقط وحقق لقب الليغا. معدل فوزه البالغ 62.55% يشهد على نجاحه.
أسلوبه القائم على السيطرة على الكرة والانضباط والجذور الهووية لبرشلونة سيجلب فنية إلى توتنهام. يدعم اللاعبين الشباب وأثبت قدرته على قيادة النادي في أوقات الاضطراب.
“إذا سيطرنا على الكرة، سيطرنا على المباراة. هكذا نهاجم، وهكذا ندافع،” قال شافي لـإل باييس في 2022. هذه المثالية قد تجذب ناديًا مرتبطًا دائمًا بكرة قدم ممتعة.
لكن هناك شكوكًا. شافي لم يدرب أبدًا خارج إسبانيا، ولم يتعامل مع حدة الإعلام الإنجليزي – وهو ما ساهم في تراجعه مع برشلونة – كما أنه لم يواجه رئيسًا مثل ليفي.
أساليبه التي تعتمد على التفوق الفني قد لا تناسب فريقًا مبنيًا على السرعة والضغط. ورغم أن اسمه يحمل وزنًا، فإن منحنى تعلمه في الدوري الإنجليزي سيكون حادًا.
روبرتو دي زيربي
إذا أراد توتنهام الجرأة، فإن روبرتو دي زيربي هو المرشح المناسب. فريقه برايتون أصبح من الفرق المفضلة بسبب المخاطرة التكتيكية والكثافة العالية. في مرسيليا، واصل دفع الحدود، ومعدل فوزه البالغ 43.03% على مدار 409 مباراة لا يروي القصة كاملة.
كرة قدم دي زيربي تقوم على البناء من الخلف والمركزة السائلة وحشود الهجوم. يحب المواجهات التكتيكية ويتبنى التعقيد – وهو ما افتقدته توتنهام في كثير من الأحيان.
تجربته في برايتون أظهرت أنه قادر على جعل الأفكار الجريحة تعمل في الدوري الإنجليزي، كما أن الإيطالي مستعد دائمًا للتغلب على إمكانيات فريقه.
“لا أريد السيطرة على الكرة لمجرد السيطرة. أريدها لخلق فوضى في الخصم.” قال دي زيربي لـذا أثلتيك في 2023. فلسفته قد تشعل طاقة توتنهام – إذا كان لدى النادي الشجاعة للمضي قدمًا.
لكن كما هو الحال مع إيراولا، أسلوبه المباشر قد لا يناسب تسلسل القيادة في توتنهام. معروف بتصريحاته الصريحة – وهي سمة قد تنعش أو تدمر العلاقات مع مجلس الإدارة.
تحتاج طريقته إلى وقت وإيمان والتزام كامل. وهذا قد لا يناسب ناديًا نادرًا ما يمنح الصبر.
في وقت كتابة هذا التقرير، يقال إن الإيطالي رفض بالفعل أي اتصالات من توتنهام ويظل ملتزمًا بناديه الحالي.
الخطوة التالية لتوتنهام ليست مجرد تكتيكات أو شخصيات. الأمر يتعلق بالوضوح. ماذا يريد النادي أن يكون؟ مركزًا للترفيه أم آلة للنتائج؟ جنة للأكاديميات أم نادي كبير بعادات كبرى؟
الإجابة قد لا تكمن في السير الذاتية أو الإحصائيات، بل في المدرب الذي يفهم – ويكون شجاعًا بما يكفي لتحديد – رؤية دانييل ليفي لتوتنهام: النجاح دون تكلفة، المركز في الدوري فوق الألقاب، وهامش ضيق للخطأ.

-
من سيحل محل بوستيكوغلو في كرسي تدريب توتنهام بعد إقالته؟
-
هارلاند في قمة السعادة بعد إذلال إيطاليا: "أحتاج إلى اللعب في كأس العالم"
-
كولومبيا تلتفت نحو ماضيها في تصفيات كأس العالم بعد التعادل مع بيرو.
-
حصريًا: أوكويي يستهدف العودة إلى نيجيريا مع أداء يودينيزي، ويتقبل تحدّي نوابالي في خبر حصري، يعمل لاعب خط الوسط النيجيري ويلفريد نديدي أوكويي على تعزيز فرص عودته إلى المنتخب الوطني، وذلك بعد تألقه مع نادي يودينيزي الإيطالي. كما يُظهر أوكويي استعداده لتقبُّل المنافسة مع الحارس ستانلي نوابالي، في إشارة إلى روح التنافس الإيجابي التي يحرص على ترسيخها ضمن صفوف المنتخب.
-
كريستيان إريكسن: "هناك شيء واحد ناقص في مسيرتي"
-
تعادل الإكوادور مع البرازيل في مباراة بدون أهداف في أولى مباريات كارلو أنشيلوتي على رأس التدريب.
