في بطولة تبلغ قيمتها مليار دولار أمريكي وتضم نجومًا مثل ليونيل ميسي وكيليان مبابي، يظهر النادي النيوزيلندي كاستثناء ملحوظ.
فريق أوكلاند سيتي هو نادٍ هواة، حيث يوازن لاعبوه بين كرة القدم والدراسة الجامعية أو العمل بدوام كامل كمدرسين أو وكلاء عقارات أو مندوبي مبيعات. ولا يتقاضون راتبًا مقابل اللعب.
في مباراتهم الأولى بكأس العالم للأندية في الولايات المتحدة، سيواجهون بطل ألمانيا بايرن ميونخ وهدافهم الإنجليزي المميز هاري كين.
يلي ذلك مواجهات مع بنفيكا وبوكا جونيورز، وهما من الأندية العريقة.
لا يستطيع مهاجم أوكلاند سيتي أنغوس كيلكولي الانتظار.
“ربما تكون هذه المجموعة هي حلمنا،” قال لوكالة فرانس برس عبر الهاتف أثناء توجهه للتدريب من عمله اليومي في المبيعات.
“أن نلعب ضد هذه الفرق هو حلم لنا. أن نكون على نفس الملعب أمر مذهل بعض الشيء.“
فاز النادي ذو الألوان الزرقاء 13 مرة بدوري أبطال أوقيانوسيا، وشارك بشكل شبه دائم في كأس العالم للأندية منذ عام 2006.
احتلقوا المركز الثالث في نسخة 2014، بعد خسارتهم في الوقت الإضافي أمام سان لورينزو من الأرجنتين في نصف النهائي.
أما هذه النسخة فشهدت تغييرات جذرية بعد ضخ فيفا موارد هائلة، لتصبح البطولة تضم 32 فريقًا، من بينهم ريال مدريد، باريس سان جيرمان، مانشستر سيتي، وإنتر ميلان.
يصف كيلكولي أوكلاند سيتي بأنه “نادي عائلي حيث الجميع مرحب بهم، وتعرف الجميع، وترى نفس الوجوه في كل مباراة“.
يقع ملعبهم الخلاب في كيوتا ستريت بمنطقة سكنية في أكبر مدن نيوزيلندا، ويحضر المباريات عادةً ما بين 200 إلى 2000 متفرج، بحسب كيلكولي.
“لدينا نادي صغير وأنيق، ويحب الجميع تناول المشروبات بعد المباراة،” قال اللاعب البالغ من العمر 29 عامًا والذي سجل هدفًا كل مبارتين تقريبًا في نحو 140 مباراة مع النادي.
يتربع أوكلاند سيتي حاليًا في المركز الثالث، بفارق أربع نقاط عن المتصدر بيركينهيد يونايتد في الدوري الشمالي الذي يضم 12 فريقًا من الهواة.
إذن، ما الذي يعتبر نجاحًا في مواجهة هذا المستوى الكبير من المنافسة؟
“إذا استطعنا المغادرة ونقول: ‘لعبنا بأسلوبنا، وقدمنا أفضل ما لدينا’، أعتقد أن هذا الأمر إيجابي،” قال كيلكولي.
“إذا غادرنا ونحن نندم، ونقول: ‘لم نفعل كل ما في وسعنا’، سيكون هذا شعورًا مرًا.“
ويؤكد أن الفريق سيتمسك بـ “الحمض النووي” للنادي، وهو لعب كرة قدم جذابة تعتمد على الاحتفاظ بالكرة واللعب من الخلف.
“نحن لا نُهزم كثيرًا في نيوزيلندا، لذا نأمل ألا نُهزم كثيرًا في كأس العالم للأندية أيضًا،” قال.
أسبوع كيلكولي مزدحم، ولم يأخذ إجازة حقيقية منذ ثلاث أو أربع سنوات لأن كرة القدم تستغرق كل أيام إجازته.
كمدير مبيعات في شركة أدوات كهربائية، يبدأ عمله في السابعة والنصف صباحًا، يؤدي يوم عمل كامل، ويدرب 3-4 مرات أسبوعيًا، ويعود إلى المنزل بحلول التاسعة مساءً، ثم ينام، ويعيد الكرة.
لا يتلقى أجرًا مقابل لعب كرة القدم.
بل هناك حد أقصى قدره 150 دولارًا نيوزيلنديًا (90 دولارًا أمريكيًا) أسبوعيًا للاعبين الهواة، تغطي نفقات أساسية مثل عضوية الصالة الرياضية.
سيقضي لاعبو أوكلاند سيتي نحو شهر في الولايات المتحدة – لحسن الحظ، مدير كيلكولي متفهم ويحب كرة القدم.
“الأمر ليس سهلًا، إنها إجازة لأربعة أسابيع، لكنني لا أملك إجازة بهذا الطول، لذا سأأخذ إجازة غير مدفوعة،” قال كيلكولي.
“لكنها فرصة لا تتكرر في العمر. اللعب في كأس العالم يمنحنا فرصة المنافسة على الساحة العالمية ويشعرنا بأننا لاعبو كرة قدم محترفون دون أن نكون كذلك.“
كمهاجم، سيضع كيلكولي نصب عينيه قميص هاري كين رقم 9 بعد مباراتهم في ملعب TQL الذي يتسع لـ26 ألف متفرج في سينسيناتي.
“أعتقد أنه يكسب في أسبوع أكثر مما أكسبه في عام كامل،” قال ضاحكًا.
